منتدى السراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السراج

السراج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صَـدَى 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 139
العمر : 34
موقعك : منتدى السراج
هوايتك : الرياضة
المزاج : فرح
بلادك : BBCode
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

صَـدَى 1 Empty
مُساهمةموضوع: صَـدَى 1   صَـدَى 1 Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 17, 2008 9:16 pm

-1-

تَعوّدت أن تستقبل يومها بصلاة وتسبيح ثم تتجه نحو ذلك الفنجان الذي تبتسم كلما تراه !
إنه رفيق درب وصديق عمر ، فنجان من الفخار الأبيض ، زيّنته رسمة طفوليّة مُتقنَة لدبٍّ قويٍّ يرتدي سترةً حمراءَ ويندفع بكلِّ قوّتهِ نحوَ شجرةِ تفاح يهزُّها فتتناثر ثمارُها غنيمةً شهيّة .
فنجانٌ له قيمة خاصة ، فهو أول فنجانٍ تقتنيه بعدما مَلَكَت أمرَها !
تبتسم والابتسامة ترسمُ هالاتٍ من العَجب على محيّاها كلما تذكرت كيف كان اقتناء فنجان كهذا من الممنوعات في لائحة أسرتها ؟!
وإذا سألت نفسها لماذا ؟ تاهت في دروب الإجابات !
ألا يُسمّى هذا قهراً ؟ عندما يختار لنا الآخرون نوع الآنية التي نأكل أو نشرب بها !
أليس من القسوة أن يُحرم طفل من أن يقلّد الآخرين في أمر مباح ؟
" أما زلتِ تستنكرين ؟! كُفّي عن هذا الصَّياح " تنهر نفسها بلطف ثم تمضي لإعداد فطور الصَّباح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 139
العمر : 34
موقعك : منتدى السراج
هوايتك : الرياضة
المزاج : فرح
بلادك : BBCode
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

صَـدَى 1 Empty
مُساهمةموضوع: صَـدَى 2   صَـدَى 1 Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 17, 2008 9:18 pm

-2-

تحتضن فنجانها بين كفّيها وهي جالسة تتأمّل تلك اللوحةِ المعلّقةِ أمامها على الحائطِ : طريق طويل تكسوه الثلوج ، والأشجار على حافتيه عارية !
ارْتَشَفَت رشفة شاي وبصرها لا يفارق تلك اللوحة ...
" لا أرغبُ بفعل شيء ، ليكن يوم تمرد !
لن أذهب إلى جامعتي ، أعتقد أنه يحقّ لطالبات الدراسات العليا ما لا يحق لغيرهن ! سأجلس في المنزل ، وأمارس دور ربة البيت "
تضحك ملء فِيها وتحملها الذكرى إلى توجيهات أمّها الصارمة عندما كانت تقصّر في واجباتها المنزلية منادية بحقوق المرأة وأنّها لم تُخلق فقط لتكون في خدمة الزوج والولد !
فها هي الآن تحنُّ وتعود إلى فطرتها !
ارتشفت رشفة أخرى ثم شمّرت عن ساعديها وهمّت بتنظيف المنزل وترتيبه ، وإعداد ما تيسر من طعام لوجبة الغداء لها ولأخيها ، يصاحبها في أداء مهامها تلك صوت الحادي وهو يتغنّى بالأناشيد العذبة .
" النظافة والترتيب من أجلّ نعم الله التي أنعم بها على عباده "
هذا ما كانت تسمعه من والدتها الحبيبة بشكل يومي ...
" صدقتِ يا أمي .. كم أشتاق إليك وإلى والدي الحبيب وإخوتي الأعزاء وإلى عشّنا الدافئ بل لأقل إلى حديقتنا الغنّاء " !
أما زلتِ ـ يا أماه ـ تعتنين بورودك أكثر منّا ؟! "

هَمَى الدمع فاستسلمت له .

يرتفع صوت المؤذن مُناديا إلى صلاة الظهر ، تجيب المؤذنَ بخشوع ثم تتوضأ وتستقبل القبلة ...
بين يديّ الله تصغر مساحات الكون الشاسعة ، وتتضاءل لتصبح بحجم تلك البقعة التي تستقبل جبهتكَ لحظةَ السجود لا أكبر !
بين يدي الله تنحني الجباه بينما الأرواح تحلّق في علو !
بين يديّ الله تتنزّل السّكينة وتوأد بنات الصدر وأحزانه تحت تراب مناجاة صادقة : " رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
دقائق غاليات ، ونفحات ربّانية تمرّ على القلبِ فتسمو به ويسمو بها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 139
العمر : 34
موقعك : منتدى السراج
هوايتك : الرياضة
المزاج : فرح
بلادك : BBCode
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

صَـدَى 1 Empty
مُساهمةموضوع: صَـدَى 3 والاخيرة   صَـدَى 1 Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 17, 2008 9:20 pm

-3-

جلست أمام مكتبها تنوي مراجعة بعض الدروس ، فلاحت منها التفاتة نحو تلك القصاصة الملتصقة على رفّ المكتب ...
" كَثيرةٌ هي الأسئلة التي نَنْسَى أن نطرحَها على أنفسِنا أو ربما نَتناسَى ، فيمر اليوم تلو اليوم وهي في تَراكُم ..! "
عَلَت وَجْهَها علامات شُرود وهي تتخيّل ذلك الكم من الأسئلة المتراكمة ماثلا أمامها كَتلّ مِن وَرق !
مدّت يَدها لتنتشل سؤالا وتطرحه على نفسها : " هل يومي يشبه أمسي ؟!
أم أنني تعلمتُ من تجارب أمسي فغدا يومي أنضج ..! "
أطْرَقت ...
بالأمس .. كنتُ أحتاج إلى من يقف بجانبي مادّا يدَ العون كي أخطو .. ولو خطوة !
بالأمس .. كنتُ أنتظر وجودهم لأحلم ..!
بالأمسِ .. كانت الحيرة تكتنفني كلما هممتُ بالمسير : من أين سأبدأ ؟ وإلى أين أريد الوصول ؟!
بالأمسِ .. كانت الأحلام والآمال كثيرة متشعبة ، والعزمُ في شتات !
بالأمسِ .. كان القلب غضا لا يعرف إلا البياض !

أما اليوم ... فما أجمل اليومَ وما أقساه !
اليوم .. حصاد أمس وبذرة غد
اليوم .. سعة فهم ، زيادة خبرة ، ورحابة صدر
اليوم .. أمل وعمل وحلم ممتد
اليوم .. قلب بين الطفولة والكهولة يترنم !
اليوم .. رحلة أعرف موعدها وأخشى فواتها .

طَرق على الباب أيْقظَها من شُرودِها ، فَطَوَت سُؤالَها وأعادَتْه إلى ذلك الكم المتراكم من الأسئلة ...
" سأحتاجك ثانية " همستْ لنفسِها ؛ ثم رَنَت نحو البابِ لتجيبَ الطَّارق

- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- عدتِ مبكرة ! هل أنتِ بخير ؟
- نعم يا أخي أنا بخير الحمد لله ، فلا تقلق .
- الحمد لله .
يتقدّمُ بضعَ خطواتٍ فيلمحُ حلّة البيت الجديدة ، يسأل بدهشة :
- ما الأمر ؟
- لا شيء ؛ لا شيء سِوَى رَجع صَدَى !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صَـدَى 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى السراج :: منتدى القصص العادية-
انتقل الى: