بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
اخواني اخواتي اقدم لكم موضوع عن الامام علي عليه سلام
من كتاب بكر الشيرازي بإسناده عن مقاتل ، عن مجاهد عن ابن عباس (رض) في قوله تعالى ، (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمْ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) هو والله أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) فقد قال بعد كلام طويل أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى علياً (عليه السلام) يوماً ثلاثمائة دينار أُهديت إليه ، ثم قال يا علي خذها فأخذها فقال عليٌ (ع) والله لأتصدقن الليلة من هذه الدنانير صدقة يقبلها الله مني ، فلما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله (ص) أخذت مائة دينار وخرجت من المسجد ، فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير .
فأصبح الناس بالغد يقولون: أن علي بن أبي طالب قد تصدَّق الليلة الماضية بمائة دينار على امرأة فاجرة ، فاغتممت غماً شديداً ، فلما صليت الليلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار وخرجت من المسجد وقلت: والله لأتصدقنَّ الليلة بصدقة يتقبلها ربي مني ، فلقيت رجلاً فتصدقت عليه بالدنانير.
فأصبح أهل المدينة يقولون لقد تصدَّق علي بن أبي طالب البارحة بمائة دينار على رجل سارق ، فاغتممت غماً شديداً ، وفي اليوم الثالث وبعد أن صليت العشاء مع رسول الله (ص) خرجت من المسجد ومعي مائة دينار ، فلقيت رجلاً فأعطيته إياها ، فلما أصبحت قال أهل المدينة أن الليلة الماضية تصدق علي بن أبي طالب بمائة دينار على رجل غني ، فاغتممت غماً شديداً ، فأتيت إلى رسول الله (ص) فأخبرته بكل ما جرى.
فقال لي: يا علي هذا جبرائيل يقول لك: إن الله عز وجل قد قبل صدقاتك وزكى عملك ، فإن المائة دينار التي تصدقت بها أول ليلة فقد وقعت في يدي امرأة فاسدة ، وعندما رجعت إلى منزلها تابت إلى الله عز وجل من الفساد ، وجلعت تلك النانير رأس مالها ، وهي في طلب بعلٍ تتزوج به ، وأما الصدقة الثانية فقد وقعت في يدي سارقٍ فلما رجع إلى منزله تاب إلى الله من سرقته ، وجعل تلك النانير رأس ماله كي يتاجر بها ، وأما الصدقة الثالثة فقد وقعت في يدي رجلٍ غنيٌ لم يزكِ ماله منذ سنين طويلة ، ولما عاد إلى منزله وبَّخ نفسه وقال: شحاً عليكِ يا نفس هذا علي بن أبي طالب تصدَّق عليَّ بمائة دينار ولا مالٌ له ، وأنا قد أوجب الله على مالي الزكاة لأعوام كثيرة ولم أزكه ، فحسب ماله وزكاه ، وأخرج زكاة ماله كذا وكذا ديناراً ، فأنزل الله فيك " رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ " (النور- 37).
اللهم اجعلنا من شيعته ومحبيه ومن المتمسكين بحبل ولايته وصلى الله محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته